فضاء حر

الى اين يمضي بنا مركب الجامعة

 منذ ان نشاء النظام التعليمي في اليمن في الستينيات من القرن الماضي والمنظومة التعليمية في اليمن في وضع لا يحسد علية (لا ننكر ان اليمن كانت تحت ظل الامامة والاستعمار آنذاك الذي جعل المناهج يكسوها الطابع التقليدي والذي جعلها ايضا في خدمة أهدافه الرجعية الاستعمارية)

مر خمسون عاما منذ ان تحررنا من الامامة والاستعمار ولازالت المنظومة التعليمية في اليمن لم تؤت اكُلها ولم تحقق اية نقله نوعية في المجال التعليمي ولا حتى في المجالات الاخرى وان وجدت تلك النقلات فهي لا تذكر.

ما يدعو للأسف هو ان مكانة وأهمية وقيمة التعليم قد تراجعت في سلم الاولويات في هذا الوطن.

ففي الوقت الذي وصل التعليم في البلدان الاخرى الى خارج الغلاف الارضي لازلنا في اليمن نبحث عن هوية التعليم الجامعي (او لنقل هوية التعليم ككل) فالمتأمل في الوضع الجامعي يجد العملية التعليمية في حالٍ غاب عنها التطوير والتحديث في ظل سيادة ادارات تقليدية تعاقبت عليها، غير قادرة على مواجهة التغيرات بطرق متطورة وليست قادرة حتى على التعامل مع المواقف الاكاديمية.

مشاكل تعليمية لا حصر لها في اروقة الجامعة ناهيك عن عدم استقلال الجامعة التي تحولت من بؤرة تعليمية الى بؤرة للصراعات السياسية والعقائدية، ويرجع ذلك الى تقييد العمل السياسي، وتشجيع تيارات سياسية من قبل السلطة والاحزاب فقد حاول الكثير من الاحزاب بل واستطاعت تكوين تكتلات سياسية من فئات مهمشة من اجل مصالحها سياسيا ومصالحها في المجال الاداري ايضا وهذا ما جعل الجامعة تدار سياسا وتبتعد عن الانظمة الاكاديمية المعتمدة في ادارة المؤسسات الاكاديمية ولم تعد تدار بسياسية تعليمية وهذا ما اثر سلبا في بناء قدرات بشرية تعليمية في مجالات العلوم المختلفة.

اضافة الى هذا كلة تحولت الجامعة الى ثكنة عسكرية تسيطر عليها قوات الفرقة الأولى مدرع وتتمترس في مبانيها بعدد من العربات العسكرية التابعة لها.

الامر الذي يعد مقلقا لسير العملية التعليمية داخل الجامعة وعلى اثر التواجد تعرض العديد من الطلاب لاعتداءات من قبل الجنود التابعين للفرقة.

تساؤلات عدة تطرح في اذهاننا من يقف ورى هذا كله؟ وهل سينتهي؟ ومتى سينتهي هذا الوضع ؟ والى اين سيمضي بناء مركب الجامعة الذي لا ذنب له ؟

زر الذهاب إلى الأعلى